star algerie
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

algerie


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

سلسلة قصـيـدة وشاعـر (2) ( رثــاء طليــطلة " لشــاعر مجهــــــــول" )

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin

Admin
Admin

سلسلة قصـيـدة وشاعـر (2)

رثــاء طليــطلة
" لشــاعر مجهــــــــول "


تقـــــــديم:
مما تميز به الشعـر الأندلسي، في أغراضه، عن مثيله في المشرق، شعر الجهاديات ورثاء المدن الضائعة، مما سقط في أيدي العدو. وهذا الضرب من الشعـر صار غرضا بارزا في الشعر الأندلسي، منذ عهد ملوك الطوائف في القرن الخامس الهجري. أولئك الملوك الضغار الذين في ظل حكمهم اشتدت وطأت حروب الاسترداد النصرانية ضد المسلمين. ومن مما بقي من أشعار تلك الفترة، هذه القصيدة التي قيلت في رثاء طليطلة المنيعة، قلعة الوسط الأندلسي، ودرة مدن الأندلس، والتي سقطت في يد نصارى قشتالة في عام 479هـ. وهي أولى المـدن والقواعد الكبرى الذاهبة، وكانت طليطلة فوق كل ذلك، حاضرة للعلم، ومخزنا للقضاة وللثقافة الإسلامية في الأندلس، كما كانت مستودعا للإنتاج الزراعي، ففقد المسلمون ذلك كله في طرفة عين.
وهذه القصيدة – التي نحن بصددها – هي لشاعر مجهـول، أوردها المقري التلمساني، في نفح الطيب، وعدد أبياتها 72بيتا، وفيها يصور الشاعر انقلاب الأوضاع في الأندلس بعد سقـوط هذه القاعدة الإسلامية الكيرى المنيعة، ويتفجع على ما أصاب الحرائر المصونات، ويحث الناس على العودة إلى التمسك بتعاليم الدين ، ففي ذلك عصمة لهم من الزلل، ونجاة من الخطر ، محذرا من مغبة ذنوبهم الكثيرة، والتي قد تجـرهم إلى مصير مشبه لمصير أهل طليطلة، كما يهيب بهم أن يهبوا للجهـاد واخذ الثأر من الأعداء الظالمين الذين انتهكوا المقدسات واستباحوا الحرمات، ويدعوهم إلى الموت ذبا عن دينهم وديارهم؟ لا الهرب من ديارهم. واصفا ذل حكام الأندلس، بمداراتهم واصطناعهم للأذفونش ورهطه، وذل الناس الذين أعطوا الدنية ورضوا بالخنوع للحاكم الأجنبي، أما لفقر أو لحرص على رزق أو لاستهانة بأمور الدين. والشاعر – كما سيبدو من أبيات القصيدة - يثور ثورة عارمة على أهل طليطلة أنفسهم، الذين آثروا البقاء تحت الاسترقاق، والقبول بدفع الجزية للنصارى، حرصا على ضياعهم وراحتهم وخوفا من التشرد والضياع وقبولا بالدنية في دينهم.
ومع أن الشاعر يبدو من خلال القصيدة مترديا في هوة اليأس، إلا انه في نهايتها لا يفقد تفاؤله ورجاءه في النصر ( البيت الأخير )
" وهي في جملتها – كمال الناقد إحسان عباس - سهلة سائغة بارئة من التكلف والافتعال، وتعتمد البساطة والمراوحة بين الإثارة والتفجع والسرد القصصي، ولتعدد الوسائل الفنية فيها كانت حقيقة بالوقوف عندها، وقد خلت من زخارف الصور حتى كأنها في بعض أجزائها قطعة نثرية بسيطة وكأنها لالتزامها الواقع أحيانا" فقرة " تاريخية لا قصيدة"

النــص


لثكلك كيـف تبتسـم الثغــور
سـرورا بعـد ما سبيت ثغـور
أمـا وأبي مصـاب هـد منـه
ثبـير الدين فاتـصـل الثبـور
لقد قصـمت ظهور حين قالـوا
أميـر الكافـرين لـه ظهــور
تـرى في الدهر مسرورا بعيش
مضـى عنـا لطيـته السـرور
أليـس بهـا أبي النفس شهـم
يديـر على الدوائـر إذ تـدور
لقد خضعت رقاب كن غلبـــا
وزال عتـوها ومضـى النفـور
وهـان على عزيـز القـوم ذل
وسامـح في الحـريم فتى غيور
طليـطلة أبـاح الكفـر منهـا
حمــاهـا إن ذا نبـأ كبـيـر
فليس مثالهـا إيـوان كسـرى
ولا منهـا الخـورنق والسدير
محصنـة محسنـة بعيــــد
تناولهــا ومطلبهــا عسير
ألم تـك معقــلا للدين صعبا
فذللـه كمــا شــاء القديـر
وأخـرج أهلهـا منها جميعــا
فصاروا حيث شاء بهم مصيـر
وكـانت دار إيمــان وعلــم
معالمهـا التى طمسـت تنـير
فعـادت دار كفـر مصطفـاة
قد اضطربت بأهليهـا الأمـور
مساجـدها كنـائس أي قلـب
على هــذا يقـر ولا يطـيـر
فيا أسفـاه يا أسفـاه حـزنا
يكـرر ما تكـررت الدهــور
وينشر كل حسن ليس يطــوى
إلى يـوم يكــون به النشـور
أديلت قاصــرات الطرف كانت
مصــونـات مساكنهـا القصور
وأدركـهـا فتـور في انتـظـار
لسـرب في لواحـظـه فتــور
وكان بنــا وبالقـينـات أولـى
لو انضـمت على الكل القـبـور
لقد سخـنـت بحالتهن عيــن
وكيـف يصـح مغلـوب قـريـر
لئن غبـنـا عن الإخـوان إنـا
بأحــزان وأشجـان حضــور
نــذور كان للأيـام فيـهــم
بمهلكهــم فقـد وفـت النـذور
فـإن قلنـا العقوبـة أدركتـهم
وجـاءهــم’ من الله النكيــر
فإنـا مثلهــم وأشـد منهــم
نجور وكيف يسلم من يجـــور
أنأمـن أن يحـل بنــا انتقـام
وفيـنا الفسـق أجمع والفجـور
وأكل للحـرام ولا اضـطـرار
إليه فيسهـل الأمـر العسيــر
ولكـن جـــرأة في عقـر دار
كذلك يفعـل الكلب العـقـــور
يزول الستـر عن قـوم إذا مـا
على العصـيان أرخيـت الستـور
يطــول علي ليلي رب خطـب
يطول لهــوله الليـل القصيـر
خـذوا ثأر الديـانة وانصـروها
فقـد حامـت على القتلى النسور
ولا تهنـوا وسـلوا كل عـضب
تهـاب مضـاربـا منـه النحـور
ومـوتـوا كلـكم فالمـوت أولى
بكـم من أن تجـاروا أو تجوروا
أصبـرا بعـد سبي وامتـحـانٍ
يـلام عليهـا القلـب الصبـور
فــأم الثكـل مذكـار ولــود
وأم الصقــر مقــلات نـزور
نخــور إذا دهيـنا بالـرزايـا
وليس بمعـجـب بقـر يخــور
ونجبـن ليس نـزأر لو شجعنا
ولم نجبـن لكـان لنـا زئـيـر
لقد سـاءت بنـا الأخبـار حتى
أمات المخبـرين بهـا الخبـيـر
أتتـنا الكتـب فيهـا كل شـــرٍ
وبشـرنـا بأنحسنا البشيـــر
وقيـل تجمعـوا لفــراق شمل
طليطـلة تمـلكهـا الكفــور
فقـل في خطــة فيهـا صغـار
يشيب لكربـها الطفــل الصغير
لقـد صـم السميـع فلم يعـول
على نبـإ كمـا عمـي البصيـر
تجـاذبنـا الأعـادي باصطناع
فيـنجـذب المخــول والفقيـر
فبـاق في الديانة تحــت خزي
تثبطه الشــويهـة والبعـيـر
وآخـر مـارق هـانت عليـه
مصائب دينــه فلـه السعيـر
كفى حزنـا بأن النـاس قـالوا
إلى أيـن التحــول والمسيـر
أنتـرك دورنا ونفـر عنهــا
وليس لنـا وراء البـحـر دور
ولا ثـم الضياع تـروق حسنـا
نبـاكـرها فيعـجبـنا البكـور
وظـل وارف وخـرير مــاء
فـلا قـر هناك ولا حـــرور
ويـؤكل من فواكهها طــري
ويشـرب من جداولها نميـــر
يـؤدى مغـرم في كل شهــر
ويؤخـذ كل صائفـة عشــور
فهم أحمى لحوزتـنا وأولــى
بنا وهـم المـوالي والعشيــر
لقـد ذهـب اليقين فلا يقيــن
وغـر القــوم بالله الغـــرور
فــلا ديـن ولا دنيـا ولكــن
غـرور بالمعيشـة ما غــرور
رضـوا بالــرق يا لله مـاذا
رآه وما أشـار بـه مشيـــر
مضى الإسلام فابك دما عليــه
فما ينفي الجوى الدمع الغزيــر
ونـح وانـدب رفاقا في فـلاة
حيـارى لا تحـط ولا تسيــر
ولا تجـنح إلى سلم وحــارب
عسى أن يجبر العظم الكسيــر
أنعمى عن مراشـدنا جميعــا
وما إن منهـم’ إلا بصيـــر
ونلـقى واحـدا ويفر جمــع
كما عن قانص فـرت حميـــر
ولو أنا ثبتـنا كان خيــــرا
ولكـن ما لنــا كرم وخيـــر
إذا ما لم يكـن صبر جميــل
فليس بنـافـع عـدد كثيـــر
ألا رجـل لــه رأي أصيــل
به مما نحـــاذر نستجيـــر
يكـر إذا السيـوف تنـاولتــه
وأيـن بنا إذا ولت كــــرور
ويطعن بالقنـا الخطـار حتى
يقـول الرمـح ما هذا الخطيـــر
عظــيـم أن يكون الناس طـــــرا
بأنــدلس قتـــيـــــل أو أسيــــر
أذكــــر بالقـراع الليث حرصـــا
على أن يقـــرع البيض الذكـــــور
يبـــادر خرقهـــــــا قبـل اتســـاع
لخطب منـــه تنخسف البــــدور
يوســــــــع للذي يلقاه صـــــدرا
فقد ضـاقت بما تلقى صـــدور
تنغـــــصـت الحيـاة فلا حيـــاة
وودع جيـــــرة إذ لا مـجـيــــر
فليــل فيــــه هـــــم مســتكــــن
ويـوم فيـــه شــــــر مستطيــــــر
ونــرجـو أن يتيــــح الله نصــــرا
عليهـــــــم إنـــه نعـــم النصيــــر


المصادر:
- المقري التلمساني، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
- إحسان عباس، تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين)
- محمد رضوان الداية ، أبو البقاء الرندي، شاعر رثاء الأندلس

https://galma.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى